بانفعال شديد ، حكى الرجل لمفتش المباحث تفاصيل جريمة السرقة التي حدثت في اليوم السابق ، بمنزله المنعزل الذي يقع عند شاطئ البحر فوق تل صخري :
انقطع التيار الكهربائي في كل المنزل ، وكان الظلام دامسا ، وفي حوالي منتصف الليل سمعت صوت حركة غريبة في غرفة المعيشة ، قفزت من فراشي لأتحرى الأمر . فوجدت شبح شخص ما يندفع من نافذة الغرفة إلى الخارج استطعت التعرف عليه ، إنه جاري .
صاح الجار الذي تم القبض عليه بناء على هذا الاتهام ، وقال بغضب : " هذا كذب " .
أشار إليه مفتش المباحث بأن يصمت ،
ثم أكمل الرجل حديثه قائلا :
" ركض الجار وأنا وراءه بحوالي مئة متر ، وفجاة ألقى بشيء ما بعيدا هبط فوق المنحدر الصخري حتى الوادي الصغير الضيق القريب من البحر ، وقد لاحظت أن الشيء الذي ألقاه كان يحدث شررا كلما ارتطم بالصخور ، هكذا رأيته لأن الظلام كان كثيفا في تلك الليلة .. وبعد أن هرب من المكان وجدت في الوادي التمثال البرنزي الأثري الذي أحتفظ به ، ويرجع تاريخه إلى العصر الروماني ، وهو يساوي ثروة طائلة . ولولا مطاردتي للسارق لتمكن من الحصول عليه".
قال الشرطي لمفتش المباحث : وجدنا بصمات الجار فوق التمثال الأثري !
توجه المفتش إلى الجار وقال له : بماذا تفسر وجود بصمات أصابعك فوق التمثال الأثري .. إذا لم تكن أنت السارق ؟
رد بسرعة : كنت عند الشاكي منذ يومين ، وعندما شاهدت التمثال الأثري الذي اشتراه مؤخرا ، جعلني أفحصه لعدة دقائق ، وهذا يفسر وجود بصمات أصابعي على التمثال وأعتقد أنه يريد تلفيق تهمة السرقة لي لوجود نزاع بيني وبينه حول قطعة أرض.
تأكد المفتش من أن الجار بريء .. ووجه إلى الشاكي تهمة البلاغ الكاذب ..
لماذا ؟!
__________________