بعد مشاركة أولي لم تكن في المستوي في النسخة السادسة لكأس العالم للأندية العام الماضي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وخسارتين أمام بوهانج الكوري الجنوبي و أوكلاند سيتي النيوزيلندي ومركز أخير تسببت فيه قلة الخبرة بمثل هذه المواعيد الكبرى, ها هو مازيمبي الكونغولي يصنع الحدث و يحقق إنجازاً تاريخي غير مسبوق ببلوغه المباراة النهائية للنسخة السابعة التي يشهدها ملعب مدينة زايد الرياضية يوم السبت الثامن عشر من الشهر الجاري.
أبطال إفريقيا في أخر نسختين تجاوزا فريق باتشوكا المكسيكي ممثل الكونكاكاف يوم الجمعة الماضي في اللقاء الأول بهدف نجم الوسط بيدي مبينزا ثم أوقفوا أحلام انترناسيونال البرازيلي بطل أمريكا اللاتينية نحو لقبه الثاني بعد أن تفوقوا عليه بهدفي النجمين مولوتا كابونجو و ديوكو كاليوتوكا في اللقاء الذي شهده ملعب محمد بن زايد بنادي الجزيرة مساء الثلاثاء وأداره الدولي الهولندي بيورن كويبرس.
النادي العريق الذي تأسس عام 1939 وكان أول فريق في تاريخ القارة السمراء يحقق لقبين متتاليين في بطولة أبطال الدوري عامي 67 و 68 قبل أن يتمكن من تحقيق نفس البطولة بمسماها الجديد في النسختين الأخيرتين, أصبح أول فريق من خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية يتمكن من بلوغ نهائي البطولة التي تبادل أبطال القارتين الفوز بلقبها خلال النسخ الست الماضية.
ولم يعد أمام زملاء الحارس الرائع موديبا كيديابا إلا خطوة واحدة نحو معانقة الذهب ومنح بلدهم وقارتهم المجد و لفخر أمام أعين العالم الذي راقب إبداع وتفوق رجال المدرب السنغالي المتمكن لامين نداي في إعجاب و تقدير.
فوز منتخب غانا للشباب بكأس العالم التي أقيمت في مصر العام الماضي بعد تفوقه علي البرازيل و بلوغ منتخب "النجوم السوداء" لربع نهائي مونديال الكبار صيف هذا العام علي أرض مانديلا و خروجه الدرامي أمام أورجواي بفارق ركلات الترجيح ثم بلوغ مازيمبي نهائي كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخ قارة المواهب ومواجهته لإنترناسيونالي الإيطالي بطل القارة العجوز الذي تفوق بدوره علي سيونجنام الكوري الجنوبي بثلاثية بيضاء في نصف النهائي الأخر للبطولة، بيد أن مديره الفني الإسباني رفائيل بينيتيز أبدي تخوف كبير من مواجهة العملاق الإفريقي صاحب الأداء الرائع.
كل هذه المعطيات تؤكد أن المستقبل لإفريقيا التي بدأت في محو أثار الاستعمار الكروي و كأنها تقول للعالم:
مارد الأدغال ألقي قُمقمه ... افتحوا الباب وإلا حطمه .. لا تظنوا الأمن في جدرانكم ... إن تصدي لجدار حطمه