انتصرت
إرادة الشعب أخيراً، وتحقق أعلى سقف لمطالب الثورة الشعبية؛ ليَثبُت
للجميع أن النهر المتدفق في هدوء، إذا حُبس حتى ولو لثلاثين عامًا؛ فإنه
سيتحول إلى طوفان يفيض ويُغرق في طريقه كل ما ومَن حبسه!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الآن وبعد
هذا النصر المؤزر، والواقع الذي هو أجمل من حلم، أجد بعض الخواطر تتدفق
في موجة موازية لموجة النصر والفرح.. خواطر ليس الهدف منها إفساد فرحتنا،
كلا على الإطلاق والله؛ ولكن هي مجرد تأملات أعتقد أنها تسللت إلى رؤوس
بعضكم كذلك؛ لذلك تعالوا نفكر معًا..
المحبَطون المحبِطون، الذين تشبّعوا حتى نضحوا بثقافة "مافيش فايدة".. ترى
ما رأيهم الآن.. بعد كل ما رأينا من الصبر والرباط من أبناء مصر عن
جدارة، المجاهدين الحقيقيين الذين جادوا بأنفسهم ودمائهم وأسرهم وأوقاتهم
وأموالهم، في كل ميدان تظاهر فيه الناس ورابطوا، في القاهرة والسويس وكل
محافظات مصر.. هل لا يزال هؤلاء يرون أنه لا فائدة؟
البعض الذين يتصرفون على أساس أن "البلد مش بتاعتنا".. بعد كل
هذا النصر المؤزر، والإثبات الدامغ محلياً وعالمياً بأن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "بتاعتنا"..
وبعد ما رأيناه من المتظاهرين البالغين من التحضر في ذروته، الذين كانوا
ينظفون ميدان التحرير في دوريات تجوبه كل ربع ساعة -حسب ما روى شهود
العيان- برغم عدد البشر الذي يقارب ما نشاهده يوم عرفة.. هل لا يزال هؤلاء
يرون أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لا
تستحق منا الرعاية والبناء والاهتمام؟
إن شعورهم بأن "البلد مش بتاعتهم" سببه أنهم لم يعطوها شيئًا؛ لذا ربما
عليهم تجربة أن تعطوها ولو شيئاً صغيراً.. جرّب ألا تلقي بفضلاتك من شباك
السيارة أو الميكروباص، جرّب إذا سمعت أحدهم يسُب أو يقول ألفاظاً نابية؛
أن تقول له في هدوء: هذا لا يليق بك؛ فأنت مصري.. جرب هذا، وستشعر بأن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "بتاعتك".
معلش يا بلدي..اتأخرت عليكي.. لكن عمري ما هاتأخر تاني
المدير المتجبر، الذي لا يستمع إلى موظفيه، ولا
يريد أن يعرف عن أحوالهم أو مظالمهم شيئاً، وينفذ فيهم أحكامه العرفية
الشخصية، الخاضعة لأهوائه الخالصة؛ فمَن يتملقه بشكل أفضل يصبح هو صاحب
الحظوة الأكبر والامتيازات والمكافآت، ومن كان ذا سلطان بفضل قرابته لفلان
أو فلان؛ تصبح له معاملة متميزة عن أقرانه؛ بل حتى من هُم أعلى منه
وظيفياً.. أتساءل: هل سيظل مثل هذا النموذج يرى المحسوبية والسلطة هما
معيار القوة الوحيد في الحياة؟ هل سيظل على رؤيته تلك وقد رأى بعينيه أكبر
سلطة في البلاد تهوي بقوة الحق وحده؟
أفكر في
المصالح الحكومية التي تسير بمعدل سرعة ثابت هو "فوت علينا بكره"، وبوقود
"الدرج المفتوح" الذي يبلغ سعر اللتر منه ورقة بـ20 أو بـ50، أو حسب مسافة
المهمة المطلوبة، هل سيظل على نفس معدل سرعته، ونوع الوقود؟ بعدما رأى
المسافات الشاسعة التي يمكن أن يبلغها الشرفاء؟
وتحضرني صورة "الباشا" ضابط الداخلية المعروفة، بتجبره وزهوه بنفوذه..
الباشا الذي بمجرد رؤيته واقفًا في الشارع؛ تسودّ الدنيا في عيني أي مواطن
غلبان ليس له سند؛ لأنه ليس ابن الباشا فلان، أو صديق الباشا علّان؛ لأنه
يعرف أنه ينشر جنوده ليجمعوا له الإتاوات، ويحصد معهم الغنائم بنهاية
اليوم، مستولياً على نصيب الأسد. google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
المدرس الذي قرر منذ زمن طويل جداً أن يضع ضميره في
وضع Pause وهو في الفصل، ويعيده إلى وضع Play فقط في الدروس الخصوصية..
والشاب والفتاة اللذيْن تركا أقرانهما يثورون لحريتهم وكرامتهم في
التحرير، وذهبا هما إلى المقهى، ليجلسا ملتصقين ويدخنا الشيشة..
تحضرني كل هذه الصور، وغيرها، وأفكر: ما مصير هذه النماذج؟
هل ستبقى بيننا بعد هذا، أم أنها ستختفي تدريجيًا؟
وأنتم، ماذا ترون؟ كم من الوقت والجهد يلزم لاستصلاح كل هذه الصور
الشائهة، وتحويلها إلى Pixels سليمة وفعالة في صورة "مصر الجديدة"؟ وما هي
الطرق الفعالة التي سنستخدمها في هذا التحويل؟ وما مدى نسبة نجاحه؟
شاركونا الرأي، وفكروا معنا بصوت عالٍ؛ فنحن أبناء مصر
واحدة.. وأعتقد أنكم تعرفون الآن أن "البلد دي بتاعتنا"..